صحة الاعتقاد توجب حسن الأخلاق
مقالات الموقع

صحة الاعتقاد توجب حسن الأخلاق

                  صحة الاعتقاد توجب حسن الأخلاق

صحة الاعتقاد وحسن الأخلاق


  بسم الله والحمد لله والصلاة السلام على رسول وآله وصحبه ومن ولاه :

 أما بعد:

    اعلم أن حسن الأخلاق من محاسن الإسلام وأحد مقاصده التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وكما أن الاسلام منهج كامل يشمل العقائد والعبادات والأعمال والأخلاق والسلوك وبالتالي فإن المنهج السلفي كذلك بل  إن المنهج السلفي هو : الاسلام الحق .

  • صحة الاعتقاد و حسن الأخلاق:

    وأيضًا: فإن الأخلاق جزء من المنهج الحق وبيان ذلك أن أهل السنة الذين يعتقدون عقيدة أهل السنة والجماعة هم من أحسن الناس خلقا فتجدهم متواضعين هينين يرحمون الناس حريصين على هدايه الخلق .

    أخلاق الاسلام باديه عليهم من الرحمة والشفقه  والنصيحة وحسن النية وغير ذلك من الأخلاق الحسنة.

      وهذا نتيجة اعتقادهم الصحيح وسلامة منهجهم فإن الاعتقاد الصحيح يوجب حسن الأعمال والأخلاق وعكسه فإن فساد الاعتقاد يوجب فساد الأعمال والعبادات والأخلاق.

     والملاحظ في أهل البدع والأهواء سوء الأعمال والأخلاق فتجدهم متكبرون جفاه مع الكبير والصغير وقله التقوى ومحبة العاجلة وقلوبهم مملوءة بالكبر والغرور والرياء والسمعه ومحبة الثناء والمجامله وخبت الطوية قد اجتمعت فيهم شرور الأخلاق وسيئها. نسال الله السلامة والعافية.

       قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:" إذا فسد الاعتقاد فسدت الأعمال والأخلاق والعبادة وإذا صلح الاعتقاد صلحت الأعمال  والعبادة والأخلاق".أو كما قال رحمه الله تعالى.

  • خطأ من قاس أمور الإسلام بحسن الأحلاق:

لقد أخطا وأبعد النعجة من قال أو ظن أن السلفي ينبغي أو يجب على حد ظنة وعقله أن يكون حسن خلق ويقيس الأمور على حسن الأخلاق فإن هذا القول يشبه الباطل فإن المقياس الذي يقيس به السَّلفي أو السُّني هو صحة الأعتقاد وسلامة المنهج والاعتقاد الذي كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم في القرون الثلاثة المفضلة بتزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء من حديث ابن عمران بن الحصين رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم". متفق عليه

وكما قال الله تعالى﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾[ سورة التوبة: 100].


      قال بعض السلف:" لا يكون الرجل من أهل السنة حتى تجتمع فيه السنة كلها". والمراد صحة العقيده كلها والسلف رحمهم الله كانوا لا يطلقون على الرجل أنه سُنيِّ بمجرد حسن الأخلاق إنما كان يعرف أهل السنة بالتسمك بالسنة اعتقادا ومنهجا وعبادة وأخلاقا والقدوة في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أحسن الناس أخلاقا ،كما قال الله تعالى﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾[ سورة الأحزاب: 21].

  • تضحية أهل السنة والجماعة (أهل الحديث و الأثر) لأجل السنة:

     وأيضا: يطلق أي لفظ :"أهل السنة". على الرجل اذا كان يعتقد اعتقاد أهل الحديث الذين كانوا يذبون على السنة وينافحون عنها ويضحون من أجلها بالأنفس والأموال والأوقات ويؤثرونها عن جميع ملذات الحياة من أزواج والأولاد ومركوب ومطعوم ومشروب وغير ذلك من متاع الدينا.    

      كما ذب عليها الإمام أهل السنة والجماعة  على الإطلاق الإمام المبجل والعالم الرباني أحمد بن محمد بن حنبل رحمة الله عليه ورحم جميع أهل السنة في زمانه وقبله وبعده . 

    وكما ضحى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فقد نافح عن السنة والعقيدة إلى آخر حياته وأوذي وسجن وصبر عن الذب عن منهج أهل السنة والمنهج السلف حتى أتاه اليقين وهو على ذلك رحمه الله تعالى رحمه واسعة.

    وأيضا: لا يرفع الله سبحانه بمجرد حسن الخلق إنما نبل وشرف ورفع جميع أهل السنة رحمهم الله تعالى بالعقيده الراسخة التي تشمل توحيد الله سبحانه والايمان به باسمائه وصفاته وغير ذلك من أركان الإيمان ومسائله وأمور العقيدة العامة ومن تحريهم السنة في الأعمال والعبادات والأخلاق والسلوك .

     مثل الإمام أحمد رحمه الله تعالى ما الذي جعله إمام أهل السنة والجماعة بعد توفيق الله عز وجل ورفعة الله  سبحانه  له هو بسبب تضحيته بنفسه في سبيل أعظم وأشرف شيء فوق هذه الأرض هو القران العظيم الذي هو كلامه ووحيه حقيقه منه بدأ وإليه يعود.

   وهذه مسألة كما ترى من مسائل الاعتقاد .

    إذن أعود وأكرر أن المقياس الذي يقيس به الرجل هل هو من أهل الإسلام  أهل السنة والجماعة ليس الأخلاق إنما هو تمسكه بالعقيدة الصحيحة وسلامة المنهج.

   وهو المنهج الذي كان عليه السلف الصالح والأخلاق جزء من المنهج.

     والحاصل أن من كان صحيح العقيدة كان صحيح الأخلاق ومن كان بالعكس فبالعكس .

  يلاحظ البعض أن بعض الشباب ممن ينتسب الى المنهج السلفي عندهم سوء الأخلاق  بسبب الجهل وعدم العلم بالعقيدة والمنهج السلفي.

     وليس هو من إنتسابهم إلى هذا المنهج السلفي الرباني والمنهج السلفي الدعوة السلفية المباركة هو بريء من هذه السيئات.

     فإن المنهج السلفي من دخله والتزم به حقا وصدق في تمسكه فقد دخل في أعظم الحسنات. وبالله التوفيق.

  • مقارنة بين أخلاق السني السلفي وبين أهل البدع والأهواء:

    واذا أردت أن تعلم الخبر و تعلم ذلك يقينا فتتبصر في هذه المسألة فقارن بين رجل منحرف عن المنهج السلفي من أهل البدع الأهواء وبين المتمسك بالمنهج السلفي عقيدة ومنهجا خالصا صادقا في تمسكه تجد أن السَّلفي الصادق من أحسن الناس خلقا  تجد الآخر عنده من سوء الأخلاق ما يدعوك إلى أن تنفر منه ولا تقربه وإن بدا لك منه في الظاهر حسن الأخلاق وإذا حققت النظر وتبصرت جيدا  تجد ما ذكرته لك حقا فحينها تتعجب منه ويظهر لك على حقيقته .

     وهؤلاء الذين يفتنون بهؤلاء المنحرفين عن السنة بحسن أخلاقهم وأسلوبهم في الحقيقة هم ضعفاء البصيرة والعلم والنظر وقليلوا العلم والمعرفة بأمور الدين فيفتنون بهم فيثنون على هؤلاء المنحرفين إن لم أقل الضالين المضلين لما يروا من حسن أخلاقهم .كما قيل:" تمسكن حتى تتمكن ".والله المستعان.
وانظر أيضًا:وجوب تعلم العقيدة الصحيحة وانظر أيضًا:حكم الترحم على الكفار واستمع أيضًا:أخلاق أهل السُّنة والجماعة | الشيخ صَاْلِح العُصَيْمِي
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -