بيان الشرك الأصغر
مقالات الموقع

بيان الشرك الأصغر

 بيان الشرك الأصغر

الشرك الأصغر


أنواع الشرك الأصغر

النوع الأول: الرياء:

وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشرك الأصغر فقال :" الرياء" لأن الرياء مشتق من الرؤية فعند مراءاة الرجل بصلاته أو عمله فقد أشرك العبد مع الله عز وجل بالعبادة كأنه عمل لأجل الناس وصرف شيئا من العمل لغير الله عز وجل يريد ثواب عمله من الناس لا من الله عز وجل وهو شرك أصغر لأنه أشرك الناس مع الله عز وجل في عمله الذي يجب ان يكون خالصا لله عز وجل
وقد جاء في الحديث عن أبر هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" يقول الله تعالى يوم القيامة للذين يراؤون الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون بأعمالكم انظروا هل تجدوا عندهم جزاء". أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والرياء حرام وهو شرك أصغر وصاحبه آثم . ومعرض لعقوبة الله عز وجل في الدنيا والآخرة

النوع الثاني :الحلف بغير الله عز وجل:

كما جاء عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله علبه وسلم :"من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك". وقال صلى الله عليه وسلم :" لا تحلفوا بأبائكم أو بالأمانة من كان حالفا فليحف بالله أو ليصمت". وقال صلى الله عليه وسلم: "من حلف بالات والعزى فليقل لا إله إلا الله".
فهذه أدلة تدل على أن الحلف بغير الله شرك أصغر وربما يكون أكبر وذلك إذا انضم خوف السر وهو أنه يقسم بذلك الولي الصالح أو صاحب القبر صادقا ويقر وإذا حلف بالله عز وجل حلف كاذبا وهذا گأنَّ هذا الولي يعظمه ويخاف منه أكبر من تعظيم على عز وجل وهذا هو الشرك الأكبر بعينه.
فلا يجوز الحلف بغير الله عز وجل مثل الأباء أو الأولاد أو الكعبة أو النبي صلى الله عليه وسلم أو الأمانة أو الرأس أو القدر ( المنزلة) أو غير ذلك من الأقسام التي تدل على تعظيم المحلوف به أعظم من تعظيم الله جل وعلا الخالق العظيم سبحانه ،وهو شرك بالله تعالى.
فيجب على المسلم أن يحلف بالله وحده فيقول والله وتالله وبالله وهذه هي صيغ القسم التي جاءت في القرآن ولغة العرب. كما قال الله تعالى-:{ تالله لأكدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين} وقال تعالى -:{ تالله لتسئلن عما كنتم تعملون}ومثل : والله والعظيم إني صادق. ومثل :بالله لأدعن الكسل.

الرياء والحلف بغير الله عز وجل


النوع الثالث: الطيرة :

والتطير هو التشاؤم بالأزمان والأشخاص والطيور والحيوانات والأماكن والتطير بكل هذه الأشياء لا يجوز ، وقد جاء من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :"الطيرة شرك الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل". وآخره من قول ابن مسعود رضي الله عنه. وقال صلى الله عليه وسلم:"ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له".
والطيرة شرك وسوء ظن بالله سبحانه وسواس الشيطان وخيالات وأوهام من الشيطان يريد أن يوقعه في الشرك وعقاب الله عز وجل وبعده عن الحقيقة وأن الشيء الذي تطير منه ليس له تأثيرا أو فعلا بل هو على خلقته التي خلقها الله عز وجل عليه مثل الطير فإنها تطير نحو اليمين ونحو الشمال وطيرانها نحو اليمين أو الشمال ليس له علاقة بالخير أو النفع أو الضر أو الشر أو السوء.

وغير ذلك من الأشياء التي يتطير منها فكلها باطلة وأوهام وخيالات ومن اعتقد انه لها شيء يؤثر ويحدث من طيرانها فقد أشرك ووقع في حبال وشر الشيطان وشركه .نعوذ بالله من شره.

الرابع: النشرة:

وهي حل السحر بسحر مثله وهي من عمل الشيطان ومثله التصفيح ومعناه :هو تصفيح البنت الصغيرة لكي لا تتعرض للاغتصاب فتفقد بكارتها وهم يحسبون أنه عمل جائز لكن في الحقيقة هو من السحر المحرم ولا يجوز ، أيضًا: الجن والشيطان لا يفعل هذا الفعل إلا بأمور ربما تكون معاصي وشرك وأفعال لا تجوز لكي يفعل له هذا التصحيف وفي هذا التصحيف فيه أضرار كثيرة على البنت وأهلها في حال الصغر وعندما تكبر ، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النشرة؟ قال:"هي من عمل الشيطان" .
وقال الحسن: لا يحل السحر إلا ساحر". وقيل : لبعض السلف الرجل به طب أينشر له ؟ قال لا بأس بذلك إنما يريدون به الإصلاح يقصد رحمه الله بالنشرة من "الطب" الذي هو :السحر ، يعني: يفك عنه السحر بالرقية الشرعية بالقرآن فهذا جائر بل مستحب وربما يكون واجبا.

الخامس: قول ما شاء الله وشئت:

وهذا من الشرك الأصغر ومثله مثل الحلف هو من الشرك الأصغر وقد قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم :ما شاء الله وشئت فقال النبي صلى الله عليه و سلم:"أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده".

ويجب أن يقول :ما شاء الله ثم شاء فلان وهذا جائز ولا محذور فيه.لأن التسوية بواو العطف فيها التشريك ومساواة الله سبحانه و تعالى بخلقه وهو نوع من الشرك فالله الخالق ليس كالمخلوق فالله هو الإله الخالق المستحق للعبادة والمخلوق فقير هو العابد.
فالرب جل جلاله هو المعبود والعبد هو العابد ولا يليق تسوية الإله المعبود بالعبد فيجب على العبد ان يطهر لسانه من الشرك وألا يسوي الله عز وجل بأحد من خلقه فالله سبحانه ليس له ندا ولا مكافيا وما مساويا بل هو الإله الخالق العظيم وما سواه ضعيف مخلوق.

السادس: قول لولا الله وفلان:

قول ماشاء الله وشئت وقول ما شاء الله شاء فلان


وهذا أيضا: من الشرك الأصغر يقولون مثلا : لولا البط في الدار لأتانا اللصوص ولولا كليبة هذا لأتانا اللصوص ويقولون في ركوب البحر كانت الريح طيبة والملاح حادقا يقصدون لولا أن البط صاح ورفع صوته فيهرب اللصوص عند سماع صوت البط .
أو أن الكلب الذي في الدار ينبح فيهرب اللصوص وكأن الصارف للصوص البط أو الكلب فكان هذا من الشرك أصغر لأن اعتقاد أن البط هو من صرف اللصوص دون الله الحافظ الحفيظ سبحانه وتعالى كما يظن في الراقي أن له نوع قدرة في الشفاء دون الله عز وجل فهذا نوع من الشرك الأصغر لأنه تعلق بالسبب دون خالق السبب لكن الحقيقة هو الله سبحانه الشافي الحافظ اللطيف بعباده .
وأيضا: قولهم كانت الريح طيبة والملاح حادقا يعني ربان السفينة يعنون أننا نجونا من البحر بسبب الريح لم تكن قوية فتغرقنا وأيضا:الملاح (ربان السفينة) كان حادقا في قيادة السفينة كأن النجاة من البحر كان بفضل الربان والله سبحانه ليس سببا في الإنجاء وهذا مخالف لنص القرآن والسنة ، قال الله تعالى-:{ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّوَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ } [الأنعام:63].
وقال تعالى -:{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت:65].
وقوله تعالى-:{  وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ﴾[لقمان:32].
وما جاء عن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه أنه هرب من النبي صلى الله عليه و سلم فركب البحر فهاج عليهم البحر فنذر لله تعالى أنه إن نجاني الله تعالى أتي النبي محمد صلي الله عليه و سلم وأبايعه وأسلم فنجاه الله تعالى من البحر فأتي النبي صلى الله عليه و سلم فبايعه.
وأسلم وحسن إسلامه رضي الله عنه.
ومثله قول لولا الله و فلان هذا من الشرك الأصغر والجائز من هذا لولا الله ثم فلان لابد من الترتيب بثم ومثله أعوذ بالله وبك لا يجوز ويجوز أعوذ بالله ثم بك.

السابع: تعليق التمائم :

ومن الشرك الأصغر تعليق التمائم وتعليق التمائم من اﻷمور الشركية المحرمة التي قد جاء النهي عنها في السنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :"من علق تميمة فقد أشرك" وقال صلى الله عليه وسلم :"من تعلق شيئا وكل إليه".

تعريف التميمة:

والتمائم هي الحجب التي يكتبها السحرة و المشعوذين لكي يدفعوا أو يرفعوا بها العين أو المس أو السحر -زعموا- ولا يجوز الحجب لما قد يكتبون شيئا من القرآن ويكتبون أيضا كلاما غير مفهوم وتمتمات وطلاسم وأمورا لا نعلمها وربما تكون أسماء الشياطين وأسماء ملوك الجان واستعاذة واستعانة بالشياطين ومردة الجن وهذا كله من الشرك والكفر اﻷكبر الذي يوجب غضب الرب جل جلاله.
التميمة لا تنفع وربما تكون سببا للخذلان:
وأنه إذا علق هذه التميمة لدفع العين أو رفع البلاء من المس وغيره فإنه ربما يخذله الله سبحانه وتعالى ويكله إلى هذه التميمة التي لا تنفع ولا تضر وربما يزداد مرضه وبلاءه لما قد أشرك بالله تعالى ولم يعلق قلبه بالله سبحانه الشافي النافع والضار الذي يقدر على رفع البلاء وكشفه عن المبتلى ،
الله سبحانه هو النافع الضار:
وهو سبحانه هو النافع الضار ولا ينفع شيء في هذه الدنيا إلا بإذن الله تعالى ويجعل سبحانه فيه النفع وكذلك لا يضر شيء في هذه الحياة الدنيا إلا إذا كتبه الله عز وجل على العبد ، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له :".....واعلم أن اﻷمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت اﻷقلام وجفت الصحف ".
وهذه هي عقيدة المؤمن الذي يؤمن بقضاء الله عز وجل وقضائه :"أن ما أصابه أن يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه" كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهي من حقيقة اﻹيمان بالقدر خيره وشره وهو أن اﻹنسان يجب عليه أن يعلم أن كل شيء بقدر ومن ذلك النفع والضر وأنه كله من عند الله عز وجل الحكيم في قضاءه وقدره. والله المستعان.
والله سبحانه هو الشافي والشفاء بيد الله تعالى فيجب التعلق بالله جل وعلا في جلب النفع ودفع الضر وحصول العافية والسلامة من البلاء والله المستعان.
وأيضا: قد شرع الله سبحانه لعباده من اﻷسباب ما يدفع الله بها عن العبد البلاء من المس والسحر والعين وهي: الرقية الشرعية بالقرآن والأدعية النبوية واﻷسباب المباحة وهذا هو الذي ينبغي. وبالله التوفيق .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا . وانظر أيضًا: مسائل متفرقة في العين والسحر وانظر أيضًا: الفروق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -