«««مسائل مهمة للغاية عن الحسد»»»

مسائل مهمة  للغاية عن الحسد

قال ﷺ العين حق تستنزل الفارس عن فرسه".

• انتشار الحسد والعين في هذا العصر:

الحسد في هذا العصر قد كثر بشكل رهيب وكثر أيضا : الذين يصيبون الناس بعيونهم  ويؤذونهم فعينهم قوية تؤذي كثيرا  - والعياذ بالله تعالى -وهو الحاسد الذي حذر منه الله عز وجل وأمر بالاستعاذة من شره وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث وقد أنكر الله تعالى على من بخل بنعمة الله على عباده وحسدهم على ما أنعم عليهم المنعم سبحانه كما قال الله تعالى-:{أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله فقد ءاتينا إبراهيم الكتاب والحكمة وءاتيناهم ملكا عظيما فمنهم من ءامن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا} وقال تعالى-:{ ولا تتمنوا ما فضل الله بعضكم على بعض للرجال نصيب مما كسبوا وللنساء نصيبا مما أكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليم} فنهى الله تعالى أن ينظر العبد إلى ما عند الغير من النعم من المال الأهل ويتمنى ما عند الغير فإن هذا من الحسد وإذا تمنى زوال ما عنده وحصوله هو فهذا حسد أكبر من الأول وإذا تمنى زوالها من غير رجوعها إليه فهذا أشد والحسد كله منهي عنه وحرام ويجوز الغبطة وهو أن يتمنى مثل ما للمنعم عليه من غير أن تذهب عنه النعمة فهذا جائز  وقال تعالى-:{من شر حاسد إذا حسد} فأمر الله تعالى بالاستعاذة من شر الحاسد وأخبر أن الحاسد شر وأيضا الحاسد شره يضر المحسود في نفسه وماله وصحته وقوته وكل أمره بل يضر بحياته فيذهبها.- والعياذ بالله تعالى-.

• أحاديث في العين والحسد :

وقال صلى الله عليه وسلم :" استعيذوا بالله من العين فإن العين حق".فأمر صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من العين وأخبر أن العين حق يعني : أذاها وضررها ثابت وواقع وتضر بإذن الله تعالى - وبعد قضاءه وقدره.

وقال صلى الله عليه وسلم :"العين حق ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم". وهي سبب لتسلط الشيطان على العبد كمثل شيطان الحسد وشيطان القرين والمس العاشق.

وقال صلى الله عليه وسلم :"أكثر من يموت من أمتي بالنفس " وفي لفظ :"بالعين " وأيضا : العين سبب للموت وأمة محمد صلى الله عليه وسلم  كثير منهم يموت بالعين 

وقال صلى الله عليه وسلم :"العين حق تستنزل الفارس عن فرسه".  والعين حق والرجل ربما يكون قويا وفارسا مغوارا فيصبح ضعيفا فاشلا خوارا.

   وقال صلى الله عليه وسلم:" إن العين لتولع بالرجل حتى يتردى من حالق"." من حالق" أي: من جبل. يعني: أن العين قد تضيق على الإنسان حياته حتى ينتحر ويذهب بنفسه.

• العين تفسد للعبد حياته: 

  وأيضا:  العين تفسد على العبد عيشه فيصبح لا يستطعم طعم العيش والحياة  فكل شيء له مرارة ولا طعم له وهذا أثر العين والحسد وأيضا ربما يصل به الحال إلى أن يقتل نفسه ويتردى من جبل أو ماكن عالي فيقتل نفسه.

     والحسد والعين حق وهو يضر  ضررا عظيما وربما تسلط شيطان على المحسود فيدمر عليه حياته فيتضرر المحسود في بدنه وصحته وماله ونجاحه وزواجه وعمله وسعادته وكل أموره وهو ما يسمى بسوء الحظ وهذا واقع وتسمى أيضا: التابعة وهي لفظ عامي لكنه حق والتابعة هي شيطان موكل بالحسد يدخل في العبد بسبب العين القوية أو المتراكمة أو النفس الخبيثة فتضر الإنسان فتتعطل عليه أموره كلها. نسأل الله السلامة والعافية.

والدليل على هذا الكلام الحديث السابق وهو قوله صلى الله عليه وسلم :" العين حق ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم".

• العين قد تأتي من الرجل الصالح:

والحسد تأتي من نفس خبيثة وكلما كانت النفس خبيثة كلما كان الأذى عظيما والعين قوية والحسد بالغ الأذى، وأيضا: العين قد تأتي من رجل صالح وليس خبيثا لكن عند ذكره لشخص أعجبه من أمره شيئا ولم يبرك فتقع العين -بإذن الله تعالى -فتوذيه كما جاء من حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه أنهم كانوا في سفر فنزلوا واديا فذهب سهل يغتسل وكان حسن الجسد والجلد فقال عامر بن ربيعة رضي الله عنه : ما رأيت اليوم كجلد مخبأة (كناية عن جلد المرأة المتسترة التي لم تصبها الشمس) فلبط سهل أي أغمي عليه فرفعوا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:" من تتهمون؟"قالوا :عامر بن ربيعة ،قال الراوي فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيظ أشد مما تغيظ يومئذ فقال :"علام يقتل أحدكم أخاه هلا بركت استغسل له". فعامر بن ربيعة  رضي الله عنه من السابقين الأولين من المهاجرين وشهد بدرا وقد أصحاب سهل رضي الله عنه بالعين لأنه لم يبرك وفي هذا دليل على أن العين قد تأتي من الرجل الصالح وفيه أيضاً: وجوب التبريك لمن أعجبه شيئا وفيه: أمر بالاستغسال ووجوبه لمن طلب منه وفيه غضب النبي صلى الله عليه وسلم على أذى المسلمين وفيه : رحمة النبي صلى الله عليه وسلم ورأفته وشفقته على أصحابه رضي الله عنهم وعلى أمته صلوات الله وسلامه عليه.

 فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلم ضرر العين وأنها تدخل الرجل القبر لهذا تغيض وغضب  كما في الحديث الآخر وكما مر بيانه أن العين تضر وقد يكون الضرر بالغا.

• يتأكد على الإنسان التحصن من الحسد و العين:

فينبغي التحصن بالأذكار الشرعية  وأذكار الصباح والمساء والمحافظة على الصلوات وتلاوة القرآن وكتم أمرك عن الناس عموما وعن الحاسد ومن عرف بآذاه للناس بالعين  والحسد خصوصا وهذا الزمان قد كثر فيه الحساد من يصيبون الناس يعيونهم وهذا في الحقيقة مقت ونقمة فمن ابتلى بآذاه للناس بالعين فليكثر من ذكر الله عز وجل وتقوية الإيمان والتبريك على ما يعجبه وليلجأ إلى الله عز وجل ودعاءه أن يشفيه من هذا البلاء والنقمة والمقت. 

• قضاء الحوائج بالسر والكتمان: 

وأيضا : ينبغي للمسلم أن يكتم أمره ويقضي حاجته بالسر والكتمان  وقد قال تعالى عن يعقوب عليه السلام   أنه نهى إبنه يوسف عليهما السلام عن إخبار إخوته بما رأى في المنام لكي لا يريدوا به كيدا وهو الحسد يعني : أن يحسدوه على هذه النعمة والسعي في إزالتها عنه كما  قال الله تعالى -:{يا بني لا تقصص روياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين } وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم :"اقضوا حوائجكم بالسر والكتمان فإن لكل ذي نعمة محسود ".  وقال بعض السلف:إذا أنعم الله تعالى على عبد نعمة وجه لها حاسد ".

• أخذ بأسباب الوقاية من العين والحسد:

وحكى الله تعالى عن يعقوب عليه السلام أنه  قال ليوسف عليه السلام -:{ وقال يبني لا وقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين} فأمره ألا يخبر إخوته بما رآه من الرؤيا المبشرة التي في المستقبل يكون له أمر عظيم لأجل أن يحسدوه وذلك من تسويل الشيطان فإن الشيطان هو من يأمر بالجسد والاعتداء على الناس وظلمهم بالحسد وأيضا:  أمر عليه السلام بنيه أن يدخلوا من أبواب متفرقة خشية العين، كما قال الله تعالى -:{يابني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون فلما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وأنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون}قال العلماء :أمرهم أن يدخلوا من أبواب متفرقة  ولا يدخلوا مجتمعين خشية عليهم من العين لأنهم كانوا على حسن هيئة وجمال.

• وجوب التبريك على النفس والمال والأهل والولد والصديق:

وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال :"إذا رأى أحدكم من نفسه  أو من ماله أو من أخيه ما يعجبه فليبرك عليه فإن العين حق".

وأيضا:قد قال الله تعالى -:{ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..........} وهذا أيضا: يقوله العبد إذا رأى من نفسه  وماله وولده ما يعجبه أن يقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

وقد ذكر أهل العلم أن الإنسان ربما يعين نفسه إذا رأى من نفسه أو ماله ما يعجبه ولم يبرك فربما يعين نفسه لذلك إذا رأى نفسه في المرآة فأعجبه شيء من نفسه فليبرك وليقل :" اللهم بارك علي ما شاء الله لا قوة إلا بالله  اللهم ادفع عني أذى العين.

هذا و يجب الحذر والتحذير من الحساد الحاسدين والعائنين فإن ضررهم عظيم ومؤدب في الدين والدنيا والصحة والمال والأهل والولد .والله المستعان وبالله التوفيق ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم.أقرأ أيضاً: ظاهرة الحسد  وأقرأ أيضاً:مسائل متفرقة في السحر والحسد والعين والمس

وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

والحمد لله رب العالمين.

تعديل المقال